ما زال الطريق طويلاً! بعد الأداء المذهل للذهب في عام 2024، تتوقع البنوك وشركات الاستثمار مزيدًا من الارتفاعات في عام 2025. تشير Citi إلى أنه في خمس من السنوات الست الماضية، عندما ارتفع المعدن الثمين بأكثر من 20% في العام السابق، كان متوسط أدائه في العام التالي 15%. يقدم خبراء Financial Times توقعات إجماعية بزيادة قدرها +7%. ولكن كيف ستتطور الأمور بالفعل؟

كان عام 2024 مميزًا للذهب - ليس فقط لتحقيقه أفضل أداء منذ عام 2010 أو لأحد أكبر المكاسب السنوية في التاريخ. لم يكن الأمر يتعلق فقط بتحقيق 40 قمة قياسية وزيادة قصوى بنسبة +30%، مما يمثل أفضل مسار منذ عام 1978. لم يكن الأمر يتعلق فقط بالمكسب النهائي للذهب بنسبة +27%، الذي تفوق على S&P 500 ومعظم أصول سوق السلع الأخرى. ما يبرز حقًا هو أن هذه النجاحات تحققت في ظل ظروف غير مواتية: حيث ارتفع الدولار الأمريكي وارتفعت عوائد الخزانة.

أداء الذهب وسوق السلع الأخرى

في عام 2023، حدثت حالة مشابهة عندما رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بأسرع وتيرة شهدتها الأسواق منذ 40 عامًا. وعلى الرغم من ذلك، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل مطرد، إلى جانب عوائد الديون الأمريكية، إلا أن أسعار الذهب تمكنت من الارتفاع. تاريخيًا، كان الدولار الأمريكي الأقوى وعوائد السندات الأعلى يشكلان تحديات كبيرة لمشتري XAU/USD. هل يمكن أن يشير هذا إلى تحول في نمط الأسواق المالية؟

ليس من المستغرب أن تقدم البنوك وشركات الاستثمار توقعات متفائلة بشكل معتدل لأسعار الذهب في عام 2025. يتوقع إجماع Financial Times زيادة بنسبة 7%. وتعد Goldman Sachs الأكثر تفاؤلاً بين المحللين، حيث تتوقع أن تصل الأسعار إلى 3,000 دولار للأونصة. وعلى النقيض، تتوقع Barclays وMacquarie انخفاضات إلى 2,500 دولار. تشير Macquarie إلى أنه على الرغم من أن المعدن الثمين يواجه تحديات من الدولار الأقوى، فإن الطلب من المستهلكين والبنوك المركزية سيساعد في منع انخفاض أكبر.

يأمل مشترو XAU/USD في انخفاض أسعار الفائدة، والعوامل الجيوسياسية، وعمليات الشراء من البنوك المركزية. حتى مع تباطؤ وتيرة التيسير في السياسة النقدية، لا يزال من المتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض تكاليف الاقتراض بشكل أكبر. يمكن أن يؤدي هذا التحول إلى توجيه جزء من رأس المال البالغ 6.7 تريليون دولار في صناديق سوق المال إلى صناديق الاستثمار المتداولة الموجهة نحو الذهب.

وصل الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق قبل أن يشهد انخفاضًا حادًا في نوفمبر، مدفوعًا بمبدأ "اشترِ على الإشاعة، وبِع عند الحقيقة". ظل المضاربون على ارتفاع XAU/USD حذرين بشأن احتمال عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة. وبمجرد أن أصبحت عودته حقيقة واقعة، بدأ الكثيرون في تثبيت أرباحهم. ومع ذلك، لا تزال حالة عدم اليقين قائمة، ومن المتوقع أن تزيد سياسات ترامب من التقلبات في الأسواق المالية، مما قد يستمر في دعم أسعار الذهب.

من الناحية الفنية، يوضح الرسم البياني اليومي للذهب تكوين نمط "Spike and Ledge" المستمر. قد يوفر الارتداد من القيمة العادلة البالغة 2,645 دولارًا للأونصة أساسًا لتأسيس أو إضافة مراكز بيع قصيرة. وعلى العكس من ذلك، فإن الاختراق فوق هذا المستوى سيشير إلى فرص محتملة لمزيد من عمليات الشراء.